الخليج الفارسي مبعَث السلام والثقافة والحضارة الإيرانية العريقة

ويُعتبر الخليج لفارسي ضمن البحور الاربعة التي كان اليونانيون القدامي يعتقدون بأنها تنبع من أكبر محيط في العالم وكان الجميع آنذاك يسمي هذا الخليج بخليج «فارس».
هذا ويتخذ الخليج الفارسي موقعاً هاماً بإعتباره ممراً نفطياً عالمياً ذا صلة وثيقة بالحضارة الايرانية وهو من الأسماء التي وردت منذ القدم في الوثائق والمراسلات والعقود بين الأقوام والشعوب الدانية والقاصية.
ويبدو ضرورياً للغاية صيانة تسمية الخليج الفارسي كخطوة وطنية نواجه بها نفوذ الأجانب ويجب أن تشارك في ذلك جميع الاجهزة والمؤسسات المعنية لصيانة هذه التسمية المتجذرة في المعتقدات والقناعات الوطنية والدينية والنفسية للايرانيين.
وقد قام المجلس الأعلي للثورة الثقافية عام 2006 بتسمية 30 نيسان /ابريل كل سنة (الذكري السنوية لطرد البرتغاليين من مضيق هرمز) باليوم الوطني للخليج الفارسي نظراً الي استهداف بعض الدول الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الايراني وبناء علي توصية تقدم بها مجلس الثقافة العامة.
وتحدّث محمد عجم الكاتب والباحث في شؤون الخليج الفارسي وغرب آسيا ومن مؤسسي وناشطي مركز دراسات الخليج الفارسي حول أهمية هذه المنطقة وتأثير مضيقها علي شتي المجالات قائلاً: إنّ الحساسية تجاه الخليج الفارسي تحظي بأهمية قصوي نظراً الي الجوانب الاقتصادية والسياسية والتجارية والتواصلية التي تتمتع بها هذه البقعة من العالم.
وأجرت وكالة إرنا مقابلة خاصة مع هذا الباحث الايراني «محمد عجم» في هذا الشأن نورد منها ما يلي:
إعتبر محمد عجم قضية تبديل تسمية الخليج الفارسي بدأت منذ عقود ومازالت مستمرة وكان العرب وبعض الدول الغربية يظنون بأنّ عنوان الخليج الفارسي والخليج (العربي) المزيف كانا كلاهما متداولَين علي مرّ التاريخ إلّا أنّ موجة الإحتجاجات الايرانية الشعبية والإعلامية بينّت للجميع بأنّ التسمية الوحيدة لهذا البحر هي «الخليج الفارسي» حيث العرب أنفسهم في الماضي كانوا يوظفونها لتسمية هذا الخليج وإطلاق صفة (العربي) علي هذا الخليج بدأت بعد عهد جمال عبد الناصر.
ورأي هذا الباحث بأنّ السبب وراء إطلاق الدول العربية عنوان (العربي) علي هذا الخليج منذ الستينيات كان نتيجة قضايا سياسية سايرتها في ذلك بعض الدول الغربية ناهيكم عن وصف مجلة أمريكية، ثلاث جزر ايرانية واقعة وسط هذا الخليج الفارسي بأنها جزر مختلفٌ عليها ما أثار ضجة وموجة إحتجاج وغضب شعبي ايراني أرغم المجلة علي الإعتذار وعلي حذف خريطتها المزيفة من صفحة موقعها الإلكتروني.
كما أطلق دونالد ترامب ايضاً تمسية (العربي) علي هذا الخليج ما أثار بحد ذاته إحتجاجات ايرانية أرغمت البيت الابيض علي الإعلان بأنّ هذه التسمية المزيفة لم تكن في نص خطاب الرئيس وحذفوها. وإنّ جميع هذه الأحداث جعلت الايرانيين شعباً وحكومة يقتنعون بضرورة تسمية يوم في السنة باليوم الوطني للخليج الفارسي.
كما أعرب محمد عجم عن إعتقاده بأنّ العرب عبر تغيير صفة الفارسي من الخليج الي (العربي) يحاولون خلق هوية قومية ووطنية لأنفسهم لأنّ العقود التي مرت علي استقلال بعض دولهم لاتتجاوز أصابع اليدين.
وأشار هذا الباحث في شؤون الخليج الفارسي وغرب آسيا الي أنّ تسمية «الخليج الفارسي» تم توثيقها عبر منظمة التراث الثقافي الايراني ويجب أن تماثلها خطوة لتوثيقها في منظمة اليونسكو وتوثيق العديد من الخرائط واللوحات الأثرية ذات الصلة عالمياً، واصفاً الخليج الفارسي بأنه كان ومازال مصدراً للسلام والثقافة ومَنقلاً للسلام والثقافة الي باقي دول العالم.
وإقتصادياً واستراتيجياً تحظي المنطقة بأهمية راقية بفضل إحتياطياتها النفطية والغازية وموقعها الجغرافي خاصة أنها الممر الرئيس والحساس والمصيري لايران ودول المنطقة والذي بسببه دارت حروب كثيرة. هذا وبفضل وجود مضيق هرمز والارتباط بين الخليج الفارسي وبحر عمان والمحيط الهندي ونظراً الي مؤشرات اقتصادية وسياسية ومواصلاتية يكون الخليج الفارسي أكثر مناطق العالم استراتيجيةً. والأهم في الأمر تواجد هذا الخليج الفارسي في قلب العالم الاسلامي الذي شهد أخيراً نهضة وصحوة لشعوبه المسلمة جعل المنطقة محط أنظار الجميع.
ويُضاف الي جميع ذلك الأهمية السياحية للخليج الفارسي وإمكانية توظيف هذا البحر كوسيلة للتنمية الاقتصادية لايران ما يفرض علي ايران ضرورة عرض دبلوماسية سياحية بطابع جديد والعمل علي إستقطاب المستثمرين الأجانب نظراً للإمكانيات التي تتمتع بها منطقة الخليج الفارسي.
وقال عجم: لو ألقينا نظرة علي ما فعلته الدول العربية في النطاق السياحي داخل الخليج الفارسي سنراها قد كسبت عوائد مالية هائلة جداً عبر توظيفها استثمارات سياحية ساعدتها في الفصل بين عوائدها النفطية وبين عوائدها السياحية.
إنتهي** ع ج** 1837